السبت، 7 فبراير 2009

فى دراما التليفزيون الخليجيون قادمون ولا عزاء للمسلسلات المصريه والسوريه

- الدراما السورية تفوقت على الدراما المصرية..قديمة..الآن ..الدراما الخليجية تنافس الاثنين، وتسحب البساط من تحت أقدامهما رويدا رويدا..ومثل السكين في الجاتوه..والدليل عشرات المسلسلات الخليجية التي أصبحت تذاع بكثافة شديدة على كل القنوات..وتستقطب ليس فقط المشاهد الخليجي، ولكن أيضا المشاهدين من جميع الاقطار العربية..فموضوعاتها انسانية و وجذابة..وأبطالها من كافة الدول العربية..ولهجة الحوار فيها سلسة وبسيطة ومفهومة.
ولم يعد الحديث الآن عن المنافسة الشرسة بين المسلسلات المصرية والمسلسلات السورية .. أو الخوف من "مؤامرة " سورية على الدراما المصرية ، أو اغراق الساحة الفنية المصرية بالنجوم السوريين .. لأن الحلبة الدرامية ستهجر لاعبيها القدامى وتستعيض عنهم بلاعبين أكثر استجابة لمسألة العرض والطلب، مما يساهم فى إعلاء شأن دراما لا بد من أن يحسب لها ألف حساب هي الدراما الخليجية ، وخاصة بعد أن بدأت القنوات التليفزيونية بالاتجاه أكثر فأكثر نحو السوق الخليجية.
وهذا هو ما تشير اليه الدراسات، ومنها ما صدر أخيراً عن الشركة الاستشارية "بوز ألن هاملتون " التى رسمت صورة وافية لمستقبل التليفزيون فى العالم العربى ، وبينت أن المؤسسات التليفزيونية تسعى فى شكل كبير الى تقديم المسلسلات التليفزيونية المعدة بوجه خاص للأسواق الخليجية ،خصوصا المملكة العربية السعودية، نظرا الى حجم الإنفاق الكبير نسبيا على الإعلان التليفزيوني هناك .
وربما يفسر هذا الاتجاه تطور الدراما الخليجية بصورة ملحوظة فى السنوات الأخيرة تلبية لاحتياجات المشاهد الذى تستهدفه الفضائيات.فإذا كانت تسع مجموعات إعلامية فقط "تشغل 28 قناة" وتستحوذ على أكثر من 80 فى المئة من الانفاق على الاعلان التليفزيونى ..
وإذا كانت السوق الخليجية هي السوق الأولى والأهم لهذه الفضائيات ، فلم يعد مستغربا الاتجاه نحو الدراما الخليجية .. وبالتالى الابتعاد عن الدراما المصرية التى تستحوذ اليوم على نصيب الأسد فى انتاج المسلسلات التليفزيونية (65% من مجموع الإنتاج العربى ) أو المسلسلات السورية التى جذبت الجمهور إليها من خلال مسلسلات ملحمية تاريخية.
كما لم يعد مستغربا اعتبار المسلسلات المنتجة فى الكويت – والتى لا تتعدى اثنين فى المئة من مجموع الإنتاج العربى – الأكثر شعبية فى دول الخليج العربى.
إذا ، المشهد الدرامى لن يبقى على حاله فى السنوات المقبلة . لاعب جديد سيطيح من سبقه ويقلب المعادلة 180 درجة .وبكلمات أدق : الدراما المصرية الخائفة على نفسها من الدراما السورية ، سرعان ما ستجد نفسها خارج دائرة المنافسة على الفضائيات .. ومثلها الدراما السورية التى تشهد حاليا صعودا ونزولا ، لن تتمكن من غزو الشاشات.
وحدها المسلسلات الخليجية ستتربع على عرش الشاشة الصغيرة ، لتكون اللاعب الآحادى فى حلبة الدراما.
ولكن هل يعنى هذا انقراض المسلسلات المصرية والسورية فى المستقبل ؟ بالطبع لا.
ولكن، يمكن تشبيه مصيرهما بما آلت إليه أحوال الدراما اللبنانية .. فهى بعد أن كانت الابنة المدللة للدراما العربية ، لم تعد تجد لها منفذا للخارج.
وهي لا تزال محلك سر، وتكتفي بعروض محلية على القنوات الأرضية ..ومن المتوقع أن يكون هذا هو نفسه حال الدراما المصرية والسورية، مع فارق بسيط .. فإذا كانت افاق الفضائيات المسدودة تخنق الدراما اللبنانية ، فإن السوق الداخلية فى مصر قادرة على تأمين الاكتفاء الذاتى.
ويصح الأمر ذاته فى سورية ، اذا اخذنا بالاعتبار دعم الدولة السورية للدراما، وقيامها بشراء المسلسلات السورية بعد الحديث عن مقاطعة الخارج لها.
لكن كل المؤشرات تؤكد أن المستقبل على الفضائيات سيكون للدراما الخليجية .. ولا عزاء للمسلسلات المصرية والسورية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق